بالقطط السيامي تتميز بتوزيع فريد لألوان الفرو يُعرف بـ التلوّن الحراري (Thermal Coloration)، وهذا التلوين يرتبط بتأثير درجة حرارة الجسم على نشاط إنزيم مهم لإنتاج صبغة الميلانين.
صبغة الميلانين.
الميلانين هو صبغة طبيعية مسؤولة عن لون الجلد والشعر والعينين في العديد من الكائنات الحية، بما في ذلك البشر والحيوانات.
يلعب الميلانين دورًا رئيسيًا في حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية (UV) الضارة الصادرة عن الشمس، حيث يمتص الأشعة ويقلل من خطر تلف الخلايا والإصابة بسرطان الجلد.
تتكون صبغة الميلانين في خلايا خاصة تُسمى الخلايا الميلانية (Melanocytes) من خلال عملية تُعرف بـ التصنيع الحيوي للميلانين (Melanogenesis).
طريقة تصنيع الميلانين.
يبدأ تكوين الميلانين بتحويل الحمض الأميني التيروزين إلى مركب يسمى الدوبا (DOPA) بمساعدة إنزيم التيروزيناز (Tyrosinase)، ثم يتبع ذلك عدة خطوات كيميائية معقدة تؤدي في النهاية إلى إنتاج الميلانين.
انواع صبغة الميلانين.
هناك نوعان رئيسيان من الميلانين:
- يوميلانين (Eumelanin)، الذي يعطي اللون البني أو الأسود.
- فيوميلانين (Pheomelanin)، الذي ينتج اللون الأصفر أو الأحمر.
- عدم وجود الميلانين يعطي لون ابيض او وردي.
أهمية الميلانين لا تقتصر فقط على التلوين، بل يشمل أيضًا حماية العينين من الضوء الساطع، ودوره في تنظيم حرارة الجسم، خاصة في الحيوانات، مثل القطط السيامي التي تعتمد على التلوّن الحراري لتنظيم لون الفرو بناءً على درجة حرارة الجسم.
1. الأساس الجيني:
القطط السيامي لديها طفرة في الجين المسؤول عن إنتاج إنزيم التيروزيناز (Tyrosinase).
هذا الإنزيم يلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج الميلانين، وهو الصباغ المسؤول عن اللون الداكن في الجلد والشعر. ولكن في القطط السيامي، هذه الطفرة تجعل التيروزيناز حساسًا جدًا لدرجة الحرارة.
2. دور انزيم التيروزيناز (Tyrosinase):
التيروزيناز هو إنزيم يعمل على تحويل الحمض الأميني التيروزين إلى ميلانين. في القطط السيامي، الإنزيم لا يعمل بشكل فعال إلا في المناطق الباردة من الجسم. عند درجة حرارة أعلى من حوالي 37 درجة مئوية، يصبح الإنزيم غير نشط ولا يستطيع إنتاج الميلانين.
أما في الأجزاء الباردة (الاقل حرارة) من الجسم مثل الأذنين، الأطراف، والذيل، تعمل درجات الحرارة المنخفضة على تنشيط الإنزيم، مما يؤدي إلى إنتاج كمية أكبر من الميلانين، وبالتالي تظهر هذه المناطق بلون أغمق.
3. تأثير درجة الحرارة:
- الأطراف الباردة: بما أن الأطراف مثل الأذنين، الذيل، والقدمين تبعد عن قلب الجسم وتتعرض لدرجات حرارة أقل نسبيًا، ينشط فيها التيروزيناز، ما يؤدي إلى إنتاج الميلانين بكميات أكبر، وبالتالي تكون أغمق لونًا.
- مناطق الجسم الأكثر دفئًا: المناطق التي تكون قريبة من القلب مثل البطن والصدر تكون أكثر دفئًا، مما يعيق نشاط التيروزيناز. هذا يؤدي إلى إنتاج أقل للميلانين، وبالتالي تبقى هذه المناطق فاتحة اللون.
4. العوامل البيئية:
درجة حرارة البيئة المحيطة أيضًا تؤثر على تلوين القط السيامي. في المناطق الباردة، قد تصبح ألوان القط أكثر وضوحًا وأغمق، بينما في المناخات الحارة، قد تصبح الألوان أقل تباينًا لأن درجات الحرارة العالية تمنع التيروزيناز من العمل بشكل فعال.
5. التأثير على المدى الطويل:
مع تقدم القط في العمر، يمكن أن تصبح المناطق الفاتحة داكنة تدريجيًا، حيث يميل القط إلى فقدان بعض التنظيم الحراري الطبيعي، ما يؤدي إلى زيادة إنتاج الميلانين في مناطق أوسع من الجسم.
بفضل هذه الطفرة، يكون لون القطط السيامي ليس فقط ذات مظهر فريد ولكن أيضًا مثالًا رائعًا على كيفية تأثير الجينات والعوامل البيئية على اللون.
المصدر : كتب بيطرية جلدية.
المزيد من المقالات عن القطط .
المزيد من المقالات عن الحيوانات الاليفة والمزيد علي مواقع اخري.
